الاثنين، 23 مايو 2011

ورحــلــت يـا ســيــف..



ها أنت ذا تكمل عامك الأول على الرحيل يا سيف .. ولا زال صدى ذكراك يتردد في الأرجاء وكأن رحيلك كان بالأمس القريب.
لازال نسيم طيبك يلفحنا بذكرياتك الجميله ، بحنان قلبك ، ببرائتك التي كانت تكبر معك كلما كبرت أنت في العمر، لتبقى في دواخلنا ذكرى لا تنسى..

في 22/5/2010 جاء وقع خبر رحيلك علينا كوقع السياط الداميه ليؤرخ ذكرى رحيلك في القلوب، فلم تكن أنت ذات يوم مجرد صديق لأخي سيف بل كنت الأب والأخ والصديق، توأم روحه ورفيق دربه، عشت في زوايا بيتنا وكأنك تقطن فيه، سيرتك في كل الزوايا هنا وهناك، في الخير ، في الضحك، في الصدق فقد كان لروحك براءه ليست لسواك،فهل يذكر الا أولئك الذين لا يعبرون الا بأثر!

غادرت أمامه وأنت في حاله لم يراك بها من قبل بعد سهرة في رحلتكم الأخيرة، يستجديك أن تستقل السيارة معه، يرجوك الا تغادروحيداً بدونه،تصر الا على أن تقود سيارتك وحيداً وترحل، لم يطق أن يراك تبتعد وتخلفه وراءك، فستقل سيارته خلفك، تصل قريبا من ذلك الدوار يومض لك أضواء سيارته كي تنتبه أمامك ولا تستجيب، ليست الا ثواني قليله لترتطم سيارتك بذلك الدورا وتتدهور في منحدر الوادي تتقلب مرات عده رأسا على عقب، وصوت القرآن يعلوا من سيارتك حتى أستقرت بعد أن قذفتك خارجها، ليخفت كل شيء أمام عينيّ أخي، هارعاً إليك بجنون يلتقفك بين ذراعيه ليفتديك بروحه لو كانت الأرواح تفدى، فغادرته قضاءً كان محتوما.

بكاك بهستريا مجنونه والأسعاف تأخذك بعيداً عنه يا رفيق الطفوله والعمر، يضرب أرقام الهواتف فزعاً، مات أبي اليوم!، مات أخي اليوم!، كل من سمع بخبر رحيلك بكاك وضاق صدره لفقدك حتى أولئك الذين لم يكون يعرفونك بتاتاً، فسبحان الله كيف جعلك تلك القلوب تهفوا إليك حزناً ودعاء .. فكيف لا يبكى مثلك يا سيف؟!

ففي ذكرى رحيلك اليوم تتهافت الذكريات في ذاكرتي، تخرج لي تلك الصور من صندوقها، لأستعيد مواقفك التي لا تنسى، قصصك، وحكاياك، ووجودك  الذي كان يرسم البسمه على الوجوه، وأرى خلف تلك القصص صور أخي وهو منهار في عالم آخر بعد رحيلك، متشبثاً بأن الموت قضاءً محتوم، وبين الروح الإنسانيه المنكره لرحيل أولئك الذي نعشق وجودهم فالحياة، فكم بكاك حزنا ، وشابت ملامحه بعدك، وذبلت أغصانه، وتصارع كثيرا مع ذاته ومع مشهد رحيلك الذي كان يقفز أمام عينيه كلما قرر أن ينام، ولا يبقى سوى الرضا بقضاء الله وقدره، فكلنا راحلون لا محاله.

فرحمة الله عليك يا سيف .. وتغمد الله روحك الطيبه بواسع رحمته.. وألهم أخي الصبر السلوان بعدك مدى عمره.

 فمثلك لا ينسى..




هناك تعليقان (2):

  1. مثله لا ينسى حقا، فقد كان شخصية فريدة رائعة، تغمده الله بواسع رحمته و مغفرته، و الهم محبيه الصبر والسلوان، وتغمد روح والدي بواسع رحمته ومغفرته إنه سميع مجيب الدعوات

    ردحذف
  2. آمين .. غفر الله لوالدي واسكنه فسيح جناته .. وجزاه عنا خير الجزاء ..

    ردحذف